متى تُقال أذكار الصلاة: بعد الصلاة المكتوبة أم بعد السنن الرواتب؟

الكاتب: فريق اقرأ فكرةتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال: متى يُسنُّ الإتيان بالأذكار المأثورة بعد الصلاة؟ بعد الصلاة المكتوبة مباشرةً أم بعد السنن الرواتب؟ ماذا إن كان هناك ما يمنع ذلك؟ أو إن نسي الإنسان؟
متى تُقال أذكار الصلاة بعد الصلاة المكتوبة أم بعد السنن الرواتب؟

نعلم أنّه هنالك مجموعة من الأذكار المأثورة التي يُسنُّ ذكرها بعد الصلاة، ولكن لاحظت أن البعض يذكرها بعد أداء الصلاة المكتوبة مباشرةً، قبل الانتقال لأداء السنن الرواتب (إن كانت موجودة)، وإن البعض الآخر يؤجلها إلى ما بعد أداة السنن الرواتب.

فبحثت عن هذا الموضوع لأعرف أيُّهما أقرب لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ما وجدته:

 متى تُقال أذكار ما بعد الصلاة؟

إن الأصل في التسبيح والأذكار المطلوبة أدبار الصلوات، أن تكون بعد الصلاة المكتوبة مباشرةً، وذلك بناءً على ما تدل عليه ظاهر الأحاديث الشريفة الواردة في هذا الباب ومنها ما يلي:

عن ثوبان رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انْصرفَ من صلاته استغفر ثلاثاً، وقال: (اللهُمَّ أنتَ السَّلامُ، ومِنْكَ السَّلامُ، تباركْتَ ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ).

 المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 591 - خلاصة حكم المحدث: صحيح -رسالة إيجابية-

عن كعب بن عُجْرَة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (مُعقِّباتٍ لا يخيبُ قائلُهُنَّ - أو فاعِلُهُنَّ - دُبُرَ كلّ صلاةٍ مكتوبةٍ: ثلاثٌ وثلاثونَ تسبيحةً، وثلاثٌ وثلاثونَ تحميدةً، وأربَعٌ وثلاثونَ تكبيرةً).

المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 591 - خلاصة حكم المحدث: صحيح -رسالة إيجابية-

وفي اتباع الصلاة المكتوبة بالذكر تحقيق لسنةٍ أخرى من سنن النبي عليه الصلاة والسلام، وهي سنة الفصل بين الفريضة والراتبة، ويد عليه الحديث التالي:

عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: (إنَّ رسولَ الله صلى الله علّيه وسلم أمرنا بذلك أنْ لا تُوصَل صلاةٌ بصلاةٍ حتى نتكلَّمَ أو نَخرجَ).

المحدث: مسلم - المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 883 - خلاصة حكم المحدث: صحيح -رسالة إيجابية-

وقد قال ابن باز رحمه الله في هذا الحديث: "يدل على أن المسلم إذا صلى الجمعة أو غيرها من الفرائض فإنه ليس له أن يصلها بصلاة حتى يتكلم أو يخرج من المسجد، والتكلم يكون بما شرع الله من الأذكار كقوله: أستغفر الله. أستغفر الله. أستغفر الله. اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، حين يسلم، وما شرع الله بعد ذلك من أنواع الذكر، وبهذا يتضح انفصاله عن الصلاة بالكلية حتى لا يظن أن هذه الصلاة جزء من هذه الصلاة". (من مجموع فتاوى ابن باز)

وبالتالي فإن الأصوب هو الإتيان بتلك الأذكار بعد الصلاة المكتوبة مباشرةً، وليس عقب السنن الرواتب، ولكن هذا لا يعني نفي الأجر عن الذي يؤخِّر الأذكار إلى ما بعد أداء السنة البعدية، بل هو مأجورٌ إن شاء الله، وكان بعض الفقهاء قد احتمل أن يكون الإتيان بالأذكار بعد الراتبة البعدية أيضاً واقعاً في محله، كما قال بعض فقهاء الشافعية.

ولكن الأولى كما قلنا هو الالتزام بظاهر السنة في هذا الأمر لتحصيل الأجر الكامل إن شاء الله.

ويقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله في تحفة المحتاج: "لا يفوت – أي أجر الذكر - بفعل الراتبة، وإنما الفائت بها كماله لا غير". انتهى

ماذا إذا كان ورائي شغلاً يمنعني من أداءها بعد الصلاة المفروضة؟

ينبغي للإنسان أن يحاول جهده أداء الفرائض والسنن بالشكل الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم دون نقصٍ أو إهمال، ولكن في بعض الأحيان قد لا يتمكن من ذلك بسبب شغل عارض أو حادثة مهمة أو غير ذلك.

فإذا ما شغل الإنسان عن الإتيان بأذكار الصلاة جميعها قبل السنة البعدية، فينبغي له أن يحاول على الأقل الإتيان ببعضها ولو باليسير منها، ولا سيما إذا كان سيؤدي الصلاة النافلة في الموضع الذي صلى فيه الفريضة، وذلك لئلا يقع في النهي الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عدم إيصال صلاة بصلاة حتى يتكلم أو يخرج كما ورد في الحديث السابق.

ورغم ذلك فإن ما عجز الإنسان عن الإتيان به بسبب شغل مهم، أو حدث عارض أو غير ذلك مما يمنعه، جاز له قضاؤها بعد النافلة، فقد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قضى سنة الظهر بعد صلاة العصر حين شغل عنها بقسمة المال، وأنه أمر صلى الله عليه وسلم من فات حزبه بالليل أن يقضيه بالنهار.

وقد ورد عن النووي رحمه الله في هذا الخصوص: "ينبغي لمن كان له وظيفة من الذكر في وقت من ليل أو نهار، أو عقب صلاة أو حالة من الأحوال ففاتته أن يتداركها ويأتي بها إذا تمكن منها ولا يهملها، فإنه إذا اعتاد الملازمة عليها لم يعرضها للتفويت، وإذا تساهل في قضائها سهل عليه تضييعها في وقتها".

ولكن يجب الحذر من عدم جعل هذا عادةً لازمةً يلجأ إليها الإنسان في جميع الأوقات، بحيث لا يقول أذكار ما بعد الصلاة إلا بعد أداء السنة البعدية، لأن هذا خلاف الأصل كما ذكرنا، وإنما يكون هذا إذا شغل عن فعلها بعارض ما.

فماذا إذا نسي الإنسان أن يذكرها بعد الصلاة مباشرةً؟

قد ينسى الإنسان في بعض الأحيان الإتيان بأذكار ما بعد الصلاة في وقتها، أي بعد الصلاة مباشرةً، فماذا عنه؟

من نسي الإتيان بالأذكار المأثورة بعد أداء الفريضة، فإن أتى بها قبل فصلٍ طويل، يحصل له كما ثوابها إن شاء الله، وإن أتى بها بعد فصل طويل، يفوته كما الأجر، ويحصل على ثواب الذكر المطلق.

 وتحديد الطول يكون بالرجوع إلى ما تعارف عليه الناس في العادة.

هل يجوز قول أذكار ما بعد الصلاة في الطريق إلى البيت؟

قد يتساءل أحدهم، ماذا إذا صليت الفريضة جماعةً في المسجد، وأردت أداء السنن الرواتب في المنزل، فهل يجوز أن أتيَ بالأذكار المأثورة وأنا في الطريق إلى البيت؟

رغم إنّ الإتيان بالأذكار المأثورة بعد الصلاة مباشرةً في المسجد أولى وأفضل، إلا أنه لا بأس أن يقول الإنسان الأذكار بعد الخروج من المسجد وهو ذاهب إلى البيت، أو أن يقول بعضها في المسجد وبعضها في الطريق، ولكن بشرط أن يكون ذلك عقب الصلاة مباشرةً.

وقد جاء في كشاف القناع للبهوتي أثناء الحديث عن الأذكار المأثورة بعد الصلاة الفريضة: "قال ابن نصر الله في الشرح: والظاهر أن مرادهما أن يقول ذلك، وهو قاعد، ولو قاله بعد قيامه، وفي ذهابه، فالظاهر أنه مصيب للسنة أيضًا، إذ لا تحجير في ذلك، ولو شغل عن ذلك، ثم تذكره، فذكره، فالظاهر حصول أجره الخاص له أيضًا إذا كان قريبًا لعذر، أما لو تركه عمدًا ثم استدركه بعد زمن طويل، فالظاهر فوات أجره الخاص، وبقاء أجر الذكر المطلق له".


هل تقال أذكار الصلاة بعد الفريضة أم بعد السنة الراتبة؟

حكم تقديم صلاة السنة النافلة على أذكار الصلاة

هل يجوز تأخير الأذكار عقب أداء السنة البعدية؟

إذا قال أذكار الصلاة وهو في الطريق أو في البيت هل تجزئ عنه؟

-المصادر-


التصنيفات

قد تُعجبك هذه المشاركات

9051747429727671967

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث